همدان دماج

 

تداعيات العزلة الأولى

 

كلما أشتد من حولي الجليدُ

أو دق َّ نافذتي صهيلُ البرد

أشعلتُ ذاكرتي

* * *

تكاثرت ساعاتُ يومي

أثقلَ كاهلي عطرُ المساء

كيف لي أن أستريح

من الحنين..!؟

* * *

راكباً قطار الركضِ

إلى المجهول

تطيرُ بي الذكرى بعيداً

فأضيقُ من قفص الحضارة

* * *

محتضناً ضوءَ الفوانيسِ العتيقة

ونبضَ الحواسِ

ودفء الغناءِ

صائحاً لكل التائهين:

صنعاء من هذي الجهة

* * *

حصاناً هائجاً

صار حنيني لشعاع الفجرِ

يغرزُ في صدري حوافره

كلُ شجونِ القلبِ

يملأُ كــلَّ فراغاتِ الدنيا صهيلاً

فمن يُرشدني

أين أنا..؟

وأين طريق النسيان..؟

* * *

نتعلمُ

نكتبُ.. نتألمُ

تزدادُ محبتنا للأشجار

ولشمس الشرق الوردية

فنصيرُ غماماً

نمسحُ بدموع الذكرى

أتربةَ الأحزان

* * *

بلقاء ربيعٍ آخر

ستزهرُ أحلامي

في زمن الشوق الأبدي

وستكسو أوراقُ الحب

آمالَ المستقبل

* * *

مازلتُ أنا

ونوافذُ ذاكرتي مغلقةٌ

في وجه النسيان

مازال حنيني للأشجار

يخترقُ سكونَ العزلة

والحلمُ النابضُ في صدري

مازال قوياً يتجدد:

سورُ مدينتنا الغبراء

تكسره أزهارُ الريف

 

 

 

1993